أوائل الدعوة النبوية

أوائل الدعوة النبوية

الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم.

بداية الدعوة

وأول من أسلم من النساء

بعدما سطع نور الحق ونُبّئ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة كانت زوجته خديجة رضي الله عنها أول من صدّقه وءامن بدعوته صلّى الله عليه وسلّم وكان لخديجةَ شرفُ الإسلامِ، وشرفُ العِلْمِ بنزول الوحي وشرفُ احتضانِها لرسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم بعدَ الأمرِ الذي نابَهُ، وتخفيفِها لشدةِ ما أصابَهُ، وكان هذا دأبُها معه صلَّى الله عليه وسلم.

أول من أسلم من الرجال

وأول من أسلم من الرجال كان الصّديق أبو بكر رضي الله عنه وعمره سبعٌ وثلاثون سنة، وورد في قصة إسلامه رضي الله عنه أنَّه رأى يومًا في منامه وهو في الشام أنَّ الشمس والقمر نزلا في حِجره فأخذهما بيده وضمهما إلى صدره وأسْبَل عليهما رِدَاءه، ثم انتبه من نومه فذهب إلى راهب يسأله عن الرؤيا. فقال الراهب: من أين أنت؟ قال: من مكة. فقال: وما شأنك؟ قال: التجارة. فقال له الراهب: (يخرج في زمانك رجلٌ يقال له محمدٌ الأمين تتبعه ويكون من قبيلة بني هاشمٍ وهو نبي ءاخر الزمان، وأنت تدخل في دينه وتكون وزيره وخليفته من بعده، قد وجدتُ نَعته وصفته في التوراة والزبور). فلما سمع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه صفة النبي ونعته صلى الله عليه وسلم رقّ قلبه واشتاق إلى رؤيته.

وما لبث أبو بكر رضي الله عنه أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمَ فكان أول من أسلم من الرجال.

أول من أسلم من الصبيان والموالي

وأما من الصّبيان فكان سيّدنا علي بن أبي طالب أول من أسلم، وأما أول من أسلم من الموالي فزيدُ بن حارثة.

توسّع الدعوة

بدأ نور الإسلام والدعوة المحمدية ينتشر فتتابع الناس ودخلوا في الإسلام، فأسلم عثمان بن عفاّن رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق ثم الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف فطلحة وسعد بن أبي وقاص فعثمان بن مظعون وأبو عبيدة عامر بن الجراح والأرقم بن أبي الأرقم ثم أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي أسلم بعد عشرة، وهو أول من هاجر إلى الحبشة وأخو المصطفى من الرضاع وهو المُكَّرم عنده.

ثم أسلم خالد بن سعيد بن عمرو وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ابن عم عمر بن الخطاب وفاطمةُ بنت الخطاب أخت عمر وزوجةُ سعيد.

دار الأرقم ودعوته السرية

ثم اتخذ النبي صلى الله عليه وسلّم دار الأرقم للصحب ليتجمعوا فيها مستخفين أي في خفية عن قومهم، وقيل: كانوا يخرجون وقت الصلاة تَتْرى أي يتبع بعضهم بعضًا غير متواصلين خوفًا من كفار مكة إلى الشعاب لأجل الصلاة فيها سرًا لئلا يشعروا بهم، واستمروا على ذلك حتى تكاملوا أربعين نفسًا ءاخرهم عمر، ومضت عليهم وهم بها ثلاث من السنين، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم في تلك الثلاث يدعو الناس إلى الإسلام سرًا أي أنه كان يقتصرُ على القدر الذي تحصل به المصلحة التي يرجوها، وليس معناه أنه كان يقتصر على قدر قليل جبنًا منه، لا. فهو صلى الله عليه وسلّم أشجع البشر.

الجهر بالدعوة

 ثمَّ أظهر الرحمن سبحانه الدين فصدع بالدعوة وأظهرها مُعلِنًا بعد ما كان مُسرًا لما نزل {فاصْدَعْ بما تُؤمر} [سورة الحجر] فبادر بجد وعزم وما ونى أي ما ضعف ولا تراخى عما أمر به، فدعا الناس كافة إلى الإسلام وصدع بالدعوة كما أمر به، وأنذر العشائر جمع عشيرة وهي القبيلة لا واحد لها من لفظها التي ذكرهن في كتابه بجمعهم أي بأجمعهم حين نزل عليه: {وأنذِرْ عشيرتكَ الأقربين} [سورة الشعراء] فصنع طعامًا وجمع بني عبد المطلب حتى أنذرهم ومن حينئذ اشتد الأمر بينه وبين أهله فمنهم من اتبعه ومنهم من أعرض واستهزأ به ومنهم من ءاذاه فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

اتق المحارم تكن أعبد الناس 

اتق المحارم تكن أعبد الناس 

الحمد للهِ غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطَّولِ لا إله إلا هو إليه المصير، دبّرَ فأحكمَ…

تعليقات1

التعليقات مغلقة.

ربما يعجبك أيضا

Total
0
Share