أسرار سورة الفاتحة

أسرار سورة الفاتحة

فيها شفاء للمريض والملدوغ والمسحور

روى البخاريُّ ومسلمٌ واللفظُ لمسلمٍ عَنْ ‌أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: ‌نَزَلْنَا ‌مَنْزِلًا، ‌فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ (أي مريضٌ)، لُدِغَ،  (العرب تسمي بعض الأشياء بأضدادها تفاؤلاً فقالوا مثلا عن الملدوغ سليما وعن الصحراء التي هي مظنة الهلاك يسمونها مفازة) فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ (أي شخصٍ يرقي) فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا وَسَقَوْنَا لَبَنًا، فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ فَقَالَ: مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَقُلْتُ: لَا تُحَرِّكُوهَا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ ﷺ فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ ﷺ: “مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ“.

قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري عند قوله ﷺ: “مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟“: (فيه جواز الرُّقيَةِ بفاتِحَةِ الكتاب).

شفاء من السموم وثواب عظيم

ذَكَرَ المُنَاويُّ فِي فضائلِ الفاتحةِ: قالَ: قولُه ﷺ فيما رواه البيهقيُّ في الشعبِ “فَاتِحَةُ الكِتَابِ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ“: سمِّيَتْ بفاتحةِ الكتابِ لافتتاحِ القُرءانِ بها، وإنَّها لِمَنْ تدبَّرَ وتفكَّرَ وجرَّبَ وأخلَصَ وقَوَّى يقينَهُ شفاءٌ إنْ شاءَ اللهُ تعالى مِنَ السُّمِّ.

وقولُه ﷺ الذِي رواهُ البيهقيُّ في الشعبِ “فَاتِحَةُ الكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ“: فالقُرءَانُ شِفَاءٌ مِن أَدوَاءِ الجَهلِ وَالمَعَاصِيِ وَالأَمرَاضِ الظَّاهِرَةِ والبَاطِنَةِ.

وقولُه ﷺ الذي رواهُ ابنُ حجرٍ في المَطَالِبِ العَالِيَةِ: “فَاتِحَةُ الكِتَابِ تُعدَلُ بِثُلُثَي القُرءَانِ” لاشتمالِهَا على أكثرِ مقاصدِه مِنَ الحِكَمِ العِلمِيَّةِ والنظَرِيَّةِ.

وروى السيوطيُّ عن النبيِّ ﷺ أنَّه قال: “فَاتِحَةُ الكِتَابِ وَآيَةُ الكُرسِيِّ لَا يَقرَؤُهُمَا عَبدٌ فِي دَارٍ فَيُصِيبُهُم ذَلِكَ اليَومَ عَينُ إِنسٍ أَو جِنٍّ“.

تشفي من الوباء ومن الطاعون بإذن الله

مِنْ خواصِّها لمرضِ الطاعونِ أو أيِّ نوعٍ مِن أنواعِ الوباءِ: أنْ تقرأ واحدًا وأربعين مرة ثم ينفخُ عليه وهذَا لأيِّ مرضٍ إن شاءَ اللهُ تعالى وخصوصًا لوجعِ العينينِ.

تكفي من هم الدنيا والآخرة بإذن الله

من خواصِّها أنّ مَن قرأها عقبَ كلِّ صلاة سبعَ مراتٍ كفاهُ اللهُ ما أهمَّه مِن أمرِ الدنيا والآخرة.

تحفظ المسافر وترده سالما بإذن الله

مِن خَوَاصِّهَا أنَّ مَن قَرَأَهَا خَلفَ المسافرِ واحدًا وأربعين مرة حفظَه الله وردَّه سالمًا.

تذهب الوجع وتسكن الألم بإذن الله

من خواصِّها لإذهابِ الوجعِ أن يضعَ يدَه على موضعِ الوجعِ ويقرأَها سَبعَ مراتٍ ثم يقول: (اللهم أذهبْ عني سوءَ ما أجدُ وفُحْشَهُ بدعوةِ نبيِّك محمّدٍ المباركِ المكينِ الأمينِ عندَك) سَبعَ مرَّاتٍ، فَيُشفَى بِإذنِ الله تعالى.

تنفع لنيل المطلوب بإذن الله

مِن خَوَاصِّها أَنَّ مَن دَاوَمَ على قراءتِها بينَ سُنَّةِ الفَجرِ وفَرضِه واحدًا وأربعين مرة لم يطلبْ منزلةً إلا وجدَها إن شاءَ الله تعالى، وإن كانَ فقيرًا أغناهُ الله، وإنْ كانَ مديونًا قضَى عنه دينَه، وإن كانَ مريضًا شفاهُ اللهُ، بإذن الله تعالى.

تشفي من وجع العين بإذن الله

إذا قرئت واحدًا وأربعين مرةً بينَ سُنَّةِ الصبحِ والفريضةِ على وجعِ العينِ برئَتْ بإذنِ الله وهو مجربٌ.

من قرأها فتح الله عليه بإذن الله

ذَكَر بَعضُ صُلَحَاءِ العُلَمَاءِ أنَّ مَن قرأها عندَ السَحَر واحدًا وأربعين مرةً فتحَ الله عليهِ مِن غيرِ تعبٍ ولا مشقةٍ. 

تنفع لزوال النسيان بإذن الله

مَن كتبَها في إناءٍ نظيفٍ ومحاهَا بماءٍ وشرِبَ منه زالَ نسيانُه. 

تنفع لشفاء الملدوغ بإذن الله

من خواصِّها أن تأخذَ إناءً وتضعَ فيه قليلًا من الماءِ معَ قِطعَةِ ملحٍ وتقرأَ على الماءِ الفَاتِحَةَ سَبعَ مَراتٍ وتسقِيَهُ للمَلدُوغِ فإنَّه يَبرَأُ.

تنفع لشفاء وجع الأسنان بإذن الله

مِن خَواصِّهَا إذا قُرأتْ على الضرسِ الموجوعِ برئَ من ساعتِه.

تنفع للتخلص من الحمى بإذن الله تعالى

مَن قَرأَ الفَاتِحَةَ أربعينَ مرةً على قدَحِ ماءٍ ورُشَّ في وجهِ المحمومِ نفَعَهُ وخلَّصَهُ مِن الحمَّى بإذن الله تعالى.

تنبيه

ذكرَ الفُقَهَاءُ هذه الخَصَائِصَ والأسرارَ لسورةِ الفاتحةِ لمن يداومُ على قراءتِها أو يقرأُها بأعدادٍ معينةٍ وليسَ كلُّ ما هوَ مذكورٌ عن الفقهاءِ رحمَهم الله تعالى مذكورًا في الأحاديثِ بل إن بعضَها مذكورٌ عن بعضِ الصحابةِ أو بعضِ العلماءِ قالوا بها بطريقِ التجربةِ فظهرَ لهم أنَّ بقراءتِها بعددٍ معينٍ يصيرُ كذا وكذا فقالَ به، ولا يضرُّ شخصًا لو عملَ بها أو تركَ العملَ بها فهذا أمرٌ ليسَ متعلقًا بأحكامٍ شرعيةٍ ولكنَّها مذكورةٌ في كتبِ الفقهاءِ.

ويَنبَغِي للقَارِئِ أن يُخلِصَ نِيَّتَه ويُتقِنَ قِرَاءَتَه ويضبطَ ألفاظَه وذلكَ بالتلقي على أهلِ العلمِ والمعرفةِ، ولْيَتَحَرَّ الحلالَ في مأكلِه ومشربِه فإنَّه أَرجَى لاستجابةِ الدعاء، ولتكنْ تِلَاوَتُه بِخُشُوعٍ واستِحضَارٍ وَهَيبَةٍ وَحُضُورِ قَلبٍ وَقُوَّةِ هِمَّةٍ فَهَذَا كُلُّهُ مِن أَسبَابِ استِجَابَةِ الدُّعَاءِ.

تحذير مما يفعله بعض الجهال

الفاتحةُ فيها بركةٌ عظيمةٌ لَا يُحصِيهَا إلا اللهُ عز وجل ولكنْ يجبُ التنبيهُ مِن أمرٍ ظهرَ بينَ بعضِ الجهالِ فإنَّ بعضَهم والعياذُ بالله يكتبُ الفاتحةَ بالبولِ ويظنُّ أنه يَستَشفِي بها والعياذُ بالله.

لِيُعلَمْ أن كتابَةَ الفَاتِحَةِ بِالبَولِ كُفرٌ صُرَاحٌ لِأَنَّ هَذَا تَحقِيرٌ بالغٌ للقرءانِ، فالبولُ أشدُّ نَجَاسَةً مِن الغَائِطِ والدَّمِ حَيثُ وَرَدَ التَّحذِيرُ الشَّدِيدُ عنْ رَسُول الله ﷺ مِنَ التلوثِ به حيثُ قال فيما رواه الدارقطنيُّ: “استَنزِهُوا مِنَ البَولِ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ القَبرِ مِنهُ“، فَوَجبَ التحذيرُ مِن تلكَ المقالةِ معَ أنها موجودةٌ في بعضِ كُتُبِ الفُقَهَاءِ فِي هَذِه الأَيَّامِ وَلَا يَبعُدُ أن تكونَ مدسوسةً عليهم.

رمضان شهر الانتصارات والفتوحات

رمضان شهر الانتصارات والفتوحات

الخطبة الأولى   الحمد لله الذي اشترى من المؤمنينَ أنفسَهم بأن لهم الجنة، وجعل الجهادَ في سبيلِه باللسانِ…

ربما يعجبك أيضا

Total
0
Share