الزبير بن العوام حواري رسول الله ﷺ

مقال عن الزبير بن العوام حواري رسول الله ﷺ

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعدُ:

المقدمة

قَالَ اللهُ تَعَالَى

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

سورة التوبة (100)

شَهِدَ القُرءَانُ الكَرِيمُ بِالفَضلِ لِلسَّابِقِينَ مِن أَصحَابِ الرَّسُولِ ﷺ، وَمَا أَعظَمَهَا مِن شَهَادَةٍ، وَيَا لَهَا مِن نِعمَةٍ هِيَ نِعمَةُ السَّبقِ إِلَى الإِسلَامِ الَّتِي وُفِّقُوا لَهَا، كَيفَ لَا وَهُم أَقرَبُ النَّاسِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، شَهِدُوا تَنزِيلَ القُرءَانِ وَحَضَرُوهُ، وَهُم أَوَّلُ مَن خُوطِبَ بِهِ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ، وَسَمِعُوا تَفسِيرَ القُرآنِ الكَرِيمِ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ قَولًا وَعَمَلًا، وَمِنهُمُ المُبَشَّرُونَ بِالجَنَّةِ الضَّامِنُونَ لَهَا، وَفِي هَذَا المَقَالِ سَنَتَنَاوَلُ سِيرَةَ أَحَدِ هَؤُلَاءِ الأَكَابِرِ وَهُوَ ابنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَحَوَارِيُّهُ الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

اسمه ونسبه رضي الله عنه

هُوَ أَبُو عَبدِ اللهِ الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابٍ، حَوَارِيُّ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَابنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنتِ عَبدِ المُطَّلِبِ.

مناقبه وفضائله رضي الله عنه

  • أَسلَمَ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ ابنُ ثَمَانِ سِنِينَ مَعَ أُمِّهِ
  • وَهُوَ مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ إِلَى الإِسلَامِ
  • وَأَحَدُ العَشَرَةِ المُبَشَّرِينَ بِالجَنَّةِ
  • وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهلِ الشُّورَى
  • وَلَمَّا عَرَفَ عَمُّهُ بِإِسلَامِهِ كَانَ يُعَلِّقُهُ وَيُعَذِّبُهُ حَتَّى يَعُودَ عَنِ الإِسلَامِ وَهُوَ ثَابِتٌ يَقُولُ: لَا أَرجِعُ إِلَى الكُفرِ أَبَدًا.
  • هَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ الهِجرَتَينِ، وَلَمَّا فُرِضَتِ الهِجرَةُ إِلَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ هَاجَرَ إِلَيهَا وَهُوَ ابنُ ثَمَانِيَ عَشرَةَ سَنَةً.
  • وَكَانَ هَذَا الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَاحِدًا مِن أَوَّلِ مَن سَلَّ سَيفَهُ دِفَاعًا عَن رَسُولِ اللهِ ﷺ
    • فَفِي “حِليَةِ الأَولِيَاءِ” أَنَّ الزُّبَيرَ سَمِعَ نَفحَةً نَفَحَهَا الشَّيطَانُ (سَمِعَ إِشَاعَةً مَكذُوبَةً) أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أُخِذَ (خُطِفَ) بِأَعلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَشُقُّ النَّاسَ بِسَيفِهِ حَتَّى أَتَى أَعلَى مَكَّةَ فَلَقِيَهُ فَقَالَ ﷺ: “مَالَكَ يَا زُبَيرُ؟“، فَقَالَ: أُخبِرتُ أَنَّكَ أُخِذتَ، فَأَتَيتُ أَضرِبُ بِسَيفِي مَن أَخَذَكَ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ.

جهاده رضي الله عنه

  • مشاركة الزبير رضي الله عنه في الغزوات
    • شَهِدَ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ الغَزَوَاتِ وَالمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ
    • وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَلَى المَوتِ فِي سَبِيلِ اللهِ
    • وَثَبَتَ مَعَهُ يَومَ بَدرٍ وَيَومَ أُحُدٍ
  • مشاركته في غزوة الفتح
    • ِكَانَ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَحمِلُ إِحدَى رَايَاتِ المُهَاجِرِينَ فِي يَومِ غَزوَةِ الفَتح
    • وَلَمَّا دَخَلَ المُسلِمُونَ مَكَّةَ المُكَرَّمَةَ يَومَ الفَتحِ جَاءَ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَالمِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ بِفَرَسَيهِمَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَمسَحُ الغُبَارُ عَن وَجهَيهِمَا بِثَوبِهِ وَقَالَ: “إِنِّي قَد جَعَلتُ لِلفَرَسِ سَهمَينِ – أي مِنَ الغَنِيمَةِ – وَلِلفَارِسِ سَهمًا، فَمَن نَقَصَهُمَا نَقَصَهُ اللهُ“. رَوَاهُ ابنُ سَعدٍ.
  • تميّزه في غزوة بدر
    • في غَزوَةِ بَدرٍ الكُبرَى كَانَ عَلَى الزُّبَيرِ عِمَامَةٌ صَفرَاءُ فَنَزَلَ جِبرِيلُ وَالمَلَائِكَةُ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيرِ (أَي يُشبِهُهُ فِي اللِّبَاسِ)
    • عَن هَمَّامٍ عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: كَانَت عَلَى الزُّبَيرِ رِيطَةٌ (ثَوبٌ رَقِيقٌ) صَفرَاءُ مُتَعَجِّرًا (لَفَّهَا عَلَى رَأسِهِ كَالعِمَامَةِ) بِهَا يَومَ بَدرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “إِنَّ المَلَائِكَةَ نَزَلَت عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيرِ“. رَوَاهُ ابنُ حَجَرٍ.
  • دوره في غزوة الخندق
    • وَفِي البُخَارِيِّ وَمُسلِمٍ وَغَيرِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَومَ الخَندَقِ: “مَن يَأتِينِي بِخَبَرِ القَومِ“، فَقَالَ الزُّبَيرُ: أَنَا، فَأَعَادَهَا النَّبِيُّ ﷺ ثَانِيَةً وَثَالِثَةً وَالزُّبَيرُ يَقُولُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: “لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيرُ“، وَ”حَوَارِيَّ“: أَي نَاصِرِي أَو خَلِيلِي عَلَى قَولَينِ فِيهِ وَقِيلَ غَيرُ ذَلِكَ.
    • وَسُئِلَ ابنُ عُمَرَ: هَل كَانَ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ حَوَارِيَّ رَسُولِ اللهِ ﷺ غَيرَ الزُّبَيرِ؟ فَقَالَ: لَا أَعلَمُهُ.

وفاته رضي الله عنه

تُوُفِّيَ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي يَومِ الجَمَلِ، وَذَلِكَ بَعدَ أَنِ انصَرَفَ تَائِبًا مِن قِتَالِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ لِلهِجرَةِ.

سبب مقتله

وَجَاءَ فِي سَبَبِ مَقتَلِهِ فِي مُستَدرَكِ الحَاكِمِ عَن قَيسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِلزُّبَيرِ: أَمَا تَذكُرُ يَومَ كُنتُ أَنَا وَأَنتَ فِي سَقِيفَةِ قَومٍ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “أَتُحِبُّهُ“، فَقُلتَ: مَا يَمنَعُنِي؟ قَالَ: “أَمَا إِنَّكَ سَتَخرُجُ عَلَيهِ وَتُقَاتِلَهُ وَأَنتَ ظَالِمٌ“، قَالَ: نَعَم، وَلَم أَذكُرهُ إِلَّا فِي مَوقِفِي هَذَا، ثُمَّ انصَرَفَ الزُّبَيرُ وَقَالَ: قَد عَلِمَ النَّاسُ أَنِّي لَستُ بِجَبَانٍ، وَلَكِن ذَكَّرَنِي عَلِيٌّ شَيئًا سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ فَحَلَفتُ أَن لَا أُقَاتِلَهُ، ثُمَّ قَالَ:

تَركُ الأُمُورِ الَّتِي أَخشَى عَوَاقِبَهَا *** فِي اللهِ أَحسَنُ فِي الدُّنيَا وَفِي الدِّينِ

وَبَعدَ انصِرَافِهِ نَادِمًا مِنْ قِتَالِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَحِقَهُ عَمرُو بنُ جُرمُوزٍ، وَكَانَ فِي جَيشِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقَتَلَهُ فِي وَادِي السِّبَاعِ عَلَى سَبعَةِ فَرَاسِخَ مِنَ البَصرَةِ وَأَخَذَ رَأسَهُ إِلَى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَقَالَ الإِمَامُ عَلِيٌّ: بَشِّرُوهُ بِالنَّارِ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرَى أَنَّهُ قَالَ: بَشِّرُوا قَاتِلَ ابنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ.اهـ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحمَدُ.

تركته رضي الله عنه

  • ِلَم يَترُكِ الزُّبَيرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ دِينَارًا وَلَا دِرهَمًا عِندَ وَفَاتِهِ، بَل تَرَكَ أَرضَينِ وَأَربَعَ دُورٍ فِي المَدِينَةِ وَالبَصرَةِ وَالكُوفَة وَمِصرَ.
  • كَانَ عَلَيهِ دُيُونٌ بَلَغَت قِيمَتُهَا مِليُونَينِ وَمِئَتَي أَلفٍ (2,200,000).
    • سَبَبُ الدُّيُونِ: أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَجِيءُ بِالمَالِ لِيَستَودِعَهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ لَهُ: لَا وَلَكِن هُوَ سَلَفٌ (أَي دَينٌ)، إِنِّي أَخشَى عَلَيهِ الضَّيعَةَ، وَقَدَّرَ ابنُهُ عَبدُ اللهِ مَا عَلَيهِ مِنَ الدَّينِ فَبَلَغَ أَلفَي أَلفٍ وَمِائَتَي أَلفٍ، يَعنِي مِليُونَينِ وَمِائَتَي أَلفٍ، فَبَاعَ أَرضَهُ وَنَادَى بِالمَوسِمِ أَربَعَ سِنِينَ: أَلَا مَن كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيرِ دَينٌ فَليَأتِنَا لِنَقضِيَهُ، فَلَمَّا مَضَتِ السُّنُونُ الأَربَعُ قَسَّمَ الأَموَالَ المُتَبَقِّيَةَ بَينَ الوَرَثَةَ.

مدح حسان بن ثابت للزبير

وَاشتَهَرَ عَن حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ أَبيَاتٌ قَالَهَا فِي الزُّبَيرِ هِيَ:

أَقَامَ عَلَى عَهدِ النَّبِيِّ وَهَديِهِ
حَوَارِيُّهُ وَالقَولُ بِالفِعلِ يُعدَلُ

أَقَامَ عَلَى مِنهَاجِهِ وَطَرِيقِهِ
يُوَالِي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعدَلُ

هُوَ الفَارِسُ المَشهُورُ وَالبَطَلُ الَّذِي
يَصُولُ إِذَا مَا كَانَ يَومٌ مُحَجَّلُ

إِذَا كَشَفَت عَن سَاقِهَا الحَربُ حَشَّهَا
بِأَبيَضَ سَبَّاقٍ إِلَى المَوتِ يُرقَلُ

لَهُ مِن رَسُولِ اللهِ قُربَى قَرِيبَةٌ
وَمِن نُصرَةِ الإِسلَامِ مَجدٌ مُؤَثَّلُ

فَكَم كُربَةٍ ذَبَّ الزُّبَيرُ بِسَيفِهِ
عَنِ المُصطَفَى وَاللهُ يُعطِي وَيُجزِلُ

ثَنَاؤُكَ خَيرٌ مِن فَعَالِ مُعَاشِرٍ
وَفِعلُكَ يَا ابنَ الهَاشِمِيَّةِ أَفضَلُ

رواياته للحديث

اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ عَلَى حَدِيثَينِ لَهُ، وَانفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَربَعَةِ أَحَادِيثَ، وَمُسلِمٌ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ.

رَحِمَ اللهُ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَحَوارِيَّهُ.

وَاللهُ تَعَالَى أَعلَمُ وَأَحكَمُ، وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

الخاتمة

إِنَّ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ كَانَ مِن أَعظَمِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، حَيثُ تَمَيَّزَ بِإِسلَامِهِ المُبَكِّرِ وَثَبَاتِهِ فِي مُوَاجَهَةِ الأَذَى، وَشَارَكَ فِي جَمِيعِ الغَزَوَاتِ وَالمَشَاهِدِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، وَكَانَ مِن أَوَائِلِ مَن سَلَّ سَيفَهُ دِفَاعًا عَن رَسُولِ اللهِﷺ، شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِالوَفَاءِ وَالشَّجَاعَةِ، وَكَانَ حَوَارِيَّهُ المُخلِصَ، لَم يَسعَ الزُّبَيرُ إِلَى جَمعِ المَالِ، بَل كَانَ هَمُّهُ الأَسمَى نُصرَةَ الدِّينِ وَرِفعَةَ الإِسلَامِ. تُوُفِّيَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَائِبًا مِن أَيِّ قِتَالٍ ضِدَّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَلَم يَترُك وَرَاءَهُ ثَروَةً كَبِيرَةً بَل دُيُونًا بِسَبَبِ أَمَانَتِهِ فِي حِفظِ أَموَالِ النَّاسِ. وَقَد أَبقَت سِيرَتُهُ العَطِرَةُ فِي الإِسلَامِ ذِكرًا حَسَنًا وَأَبيَاتًا مِنَ الشِّعرِ تُشَيِّدُ بِبُطُولَاتِهِ وَمَكَانَتِهِ.

قصة اصحاب السبت

قصة أصحاب السبت

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعدُ: المقدمة…

ربما يعجبك أيضا

Total
0
Share