معناها
البدعة لغةً
البدعة لغةً: ما أُحدث على غير مثال سابق، يقال: جئت بأمر بديع أي محدث عجيب لم يعرف قبل ذلك.
البدعة في الشرع
وفي الشرع: المحدَث الذي لم ينصَّ عليه القرءان ولا جاء في السنة، كما ذكر ذلك اللغوي المشهور الفيومي في كتابه “المصباح المنير” مادة (ب د ع)، وذكر ذلك أيضا الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في “تاج العروس” مادة (ب د ع).
ففي “المصباح المنير” (ص/138): (أبدع الله تعالى الخلق إبداعا خلقهم لا على مثال وأبدعت وأبدعته، استخرجته وأحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة وهي اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه فيسمى بدعة مباحة وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع أو اقتضته مصلحة يندفع بـها مفسدة) اهـ.
اقسام البدعة
البدعة تنقسم الى قسمين:
بدعة ضلالة
وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنة
بدعة هدى
وهي المحدثة الموافقة للكتاب والسنة
الأدلة على تقسيم البدعة
هذا التقسيم مفهوم من حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ
مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
رواه مسلم
ورواه مسلم بلفظ ءاخر:
قال رسول الله ﷺ
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
رواه مسلم
الشرح
فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “ما ليس منه” أن المحدَث إنما يكون ردًّا أي مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدَث الموافق للشريعة ليس مردودًا.
وهو مفهوم أيضًا مما رواه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الله ﷺ
من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم
وفي صحيح البخاري في كتاب صلاة التـراويح ما نصه:
(قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك، قال الحافظ ابن حجر: (أي على ترك الجماعة في التراويح). ثم قال ابن شهاب في تتمة كلامه: ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه). وفي البخاري أيضًا تتميمًا لهذه الحادثة عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريّ أنه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيّ بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: (نعم البدعة هذه)) اهـ.
قال ابن العربي:
ليست البدعة والمحدَث مذمومين للفظ بدعة ومحدث ولا معنييهما، وإنما يذم من البدعة ما يخالف السنة، ويذم من المحدثات ما دعا إلى الضلالة. اهـ.
وقال النووي في كتاب “تـهذيب الأسماء واللغات”، مادة (ب د ع ) ج3/22 ما نصه:
البدعة بكسر الباء في الشرع هي:
إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، قال الإِمام الشيخ الـمجمع على إمامته وجلالته وتمكّنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمّد عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب “القواعد”: (البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرّمة ومندوبة ومكروهة ومباحة). قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإِيجاب فهي واجبة، أو في قواعد التحريم فمحرّمة، أو الندب فمندوبة، أو المكروه فمكروهة، أو المباح فمباحة. انتهى كلام النووي.
تبارك الرحمن وفقكم الله