الآية
قال الله تعالى
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا
سورة الفرقان (58)
المعنى
قال القرطبي في تفسيره: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} مَعنَى التَّوَكُّلِ اعْتِمَادُ القَلبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ الأُمُورِ، وَاعتقاد أَنَّ الْأَسْبَابَ وَسَائِطُ أَمَرَ بِهَا مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادٍ عَلَيْهَا) اهـ.
فاتخذ من لا يموت وكيلًا ثق به وأسند أمرك إليه في استكفاء الشرور ولا تتكل على حي يموت وفوض أمرك إلى الله وتذكر أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة إلا الله وأن ما كُتِب لك من الرزق لا بد أن يصِلَك
وقرأها بعض الصالحين فقال: لا ينبغي لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق.
ومعنى قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} أَيْ نَزِّهِ اللَّهَ تَعَالَى عَمَّا يَصِفُهُ الْكُفَّارُ بِهِ مِنَ الشُّرَكَاءِ وَمعنى التَّسْبِيح التَّنْزِيهُ اهـ (تفسير القرطبي)
فيجب تنزيه الله تعالى عن الشريك وغيره مما لا يليق بالله تعالى كالجسم والحد والأعضاء والمكان وكل ما كان من صفات المخلوقات
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في العقيدة الطحاوية:
(ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر).