سهل بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري

سهل بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري

شَيْخُ العَارِفِيْنَ، أَبُو مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ، الصُّوْفِيُّ الزَّاهِدُ، واحد من أعلام العلماء، وأئمة التصوف، الزاهد الورع، والعابد المتقشف، من مصابيح الأمة في القرن الثالث الهجري.

اسمه ونسبه

أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التُّستري ولد بمدينة تستر في سنة 200هـ وقيل: 201هـ، وإلى هذه المدينة ترجع نسبته (التستري) وهذه المدينة من أعظم مدن خوزستان، (وتفرد بعض الناس بجعل تستر مع الأهواز، وبعضهم يجعلها مع البصرة وجعلها عمر بن الخطاب من أرض البصرة لقربها منها).

صَحِبَ خَالَهُ؛ مُحَمَّدَ بنَ سَوَّارٍ، وَلَقِيَ فِي الحَجِّ ذَا النُّوْن المِصْرِيَّ وَصَحِبَهُ.

لَهُ كَلِمَاتٌ نَافِعَةٌ، وَمَوَاعِظُ حَسَنَةٌ؛ وَقَدَمٌ رَاسِخٌ فِي الطَّرِيْقِ.

بعض مواعظه

قالَ سَهْلُ التُّسْتَرِيُّ: أصول مذهبنا [يعني الصوفية] ثلاثةٌ إقتداءٌ بالنبيِّ في الأخلاقِ والأفعالِ والأكلُ من الحلالِ وإخلاصُ النيةِ في جميعِ الأفعالِ

رَوَى أَبُو زُرْعَةَ الطَّبَرِيُّ، عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْه – صَاحِبِ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ سَهْلٌ، وَرَأَى أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، فَقَالَ: اجهَدُوا أَنْ لاَ تَلْقَوا اللهَ إِلاَّ وَمَعَكُم المَحَابِرَ.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الجَوْرَبِي، سَمِعْتُ سَهْلَ بن عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ:أُصُوْلُنَا سِتَّةٌ: التَّمَسُّكُ بِالقُرْآنِ، وَالاقتِدَاءُ بِالسُّنَّةِ، وَأَكلُ الحَلاَلِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَاجتِنَابُ الآثَامِ، وَالتَّوبَةُ، وَأَدَاءُ الحُقُوْقِ.

سهل التستري وصبره على جاره المجوسي

كان لِسَهْلٍ التُسترِيِّ رَحِمَهُ الله تعالى جارٌ مجوسيٌّ فانفَتَحَ خلاءُ المجوسيِّ إلى دارِ سهلٍ، فأقامَ مدةً يُنَحِّي في الليلِ ما يَجتَمِعُ مِنَ القَذَرِ في بيتِهِ حتى مَرِض وصار على فراشِ الموتِ.

فَأرسَلَ سهلٌ رحمه الله إلى المجوسيِّ وقال له: إنَّني أخشَى أنَّ وَرَثَتِي لا يَتَحَمَّلُونَ ذلك الأَذى الذي كنتُ أتَحَمَّلُه فَيُخاصِمُونَك.

فَتَعَجَّبَ المجوسيُّ مِن صَبرِهِ عَلَى هذا الأذى الكبيرِ، وقال: تُعاوِنُني بذلكَ هذه المدةَ الطويلةَ وأنا عَلَى دِيني؟ مُدَّ يَدَكَ لِأُسْلِمَ.

فَقَالَ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله، ومَاتَ سهلٌ رضِيَ الله عنه.

وفاته

تُوُفِّيَ سَهْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

وَيُقَالُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً أَوْ أَكْثَر.

عذاب القبر

عذاب القبر

قال تعالى النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ فهاتانِ الآيتانِ وارِدَتانِ في عذابِ القبرِ للكُفارِ. أما الأحاديث الواردة…

ربما يعجبك أيضا

Total
0
Share