وما أمروا إلا ليعبدوا الله

سورة البينة - وما أمروا إلا ليعبدوا الله

الآية

قال الله تعالى

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ

سورة البينة

المعنى

قولهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُمِرُوا﴾ أي أهل الكتاب، وهذه الآية تدل على أن دين الأنبياء كلهم هو الإسلام، فإن الذي أُمِرَ به محمدٌ صلى الله عليه وسلم من عبادة الله وحده وعدم الإشراك به هو الذي أمر به موسى وعيسى عليهم السلام، أَيْ مَا أُمِرُوا فِي كِتَابِهِمْ إِلَّا بِمَا جَاءَ بِهِ الْإِسْلَامُ من حيث الأصول وهي أولاً التوحيد فَالْمَعْنَى: وَمَا أُمِرُوا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ إِلَّا أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ إِلَى آخِرِهِ.

قوله تعالى: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ الْإِخْلَاصُ هُوَ التَّصْفِيَةُ وَالْإِنْقَاءُ، أَيْ غَيْرَ مُشَارِكِينَ فِي عِبَادَتِهِ مَعَهُ غَيْرَهُ، قال القشيري: الإخلاص تصفية العمل من الخلل.

قوله تعالى: ﴿حُنَفَاءَ﴾ أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.

قوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ أي القويم المستقيم

وتكلم بعض العلماء هنا على الإخلاص فقال:

اعلم أنَّ الأعمال على ثلاثة أنواع:

المأمورات

فالإخلاص فيها عبارة عن: خلوص النية لوجه الله، بحيث لا يشوبها أُخرى، فإن كانت كذلك فالعمل خالص، وإن كانت لغير وجه الله من طلب منفعة دنيوية أو مدح أو غير ذلك، فالعمل رياء محض مردود

المنهيات

أمَّا المنهيات فإنْ تَرَكها دون نية خرج عن عهدتها ولم يكن له أجر في تركها، وإن تركها بنية وجه الله خرج عن عهدتها وأُجر.

المباحات

 وأمَّا المباحات، كالأكل والشرب، والنوم والجماع وغير ذلك، فإن فَعَلَها بغير نية لم يكن له فيها أجر، وإن فَعَلَها بنية وجه الله فله فيها أجر، فإنَّ كُلَّ مباح يمكن أن يصير قُربة إذا قصد به وجه الله مثل أن يقصد بالأكل [والشرب والنوم] القوة على العبادة ويقصد بالجِمَاع التعفُّف عن الحرام، [وكأن يقصد بالعمل أنه يعمل لينفق النفقة الواجبة،] وشبه ذلك. اهـ

خطبة الجمعة - تفريج الكربات

تفريج الكربات

الحمدُ للهِ الملكِ الجليلِ، المنزهِ عن النظيرِ والعديلِ، المُنعِمِ بقَبولِ القليلِ المتكرمِ بإعطاءِ الجزيل، تقدَّسَ عما يقولُ أهلُ…

ربما يعجبك أيضا

Total
0
Share